أسباب كوارث تحطم واحتراق الطائرات المدنية وطرق تجنبها

احتراق طائرة في مطار سان فرانسسكو
احتراق طائرة في مطار سان فرانسسكو
الدراسة التي أعدها كلا (Dr. Guohva Li) و (Dr. Susan Baker) من مركزي طب الطوارئ وبحوث الإصابات (جامعة جونز هوبكنز( ونشرتها مجلة (JAMA) 1/4/2007 تعتبر في غاية الأهمية لان الدراسة تبحث أسباب كوارث الطائرات في أمريكا.

وتقسم الطيران المدني لنوعين

(1) التجاري لنقل المسافرين والبضائع
(2) الغير تجاري ويشمل : الإسعاف ، التدريب، مراقبة السير، الإنقاذ، رش المبيدات ، إطفاء الحرائق، والطائرات الخاصة.

تؤكد الدراسة وجود (220,000) طائرة و (228.000) طيار مدني يعملون في الولايات المتحدة بسجلات تشمل عام (2007). أما عدد حوادث الطائرات فتبلغ (1685) تؤدي ل (583) قتيلا سنويا، بمعدل 1.3 قتيل لكل (مئة ألف) ساعة طيران. معظم الطيارين يستخدمون النظام الآلي(I.F.) بعلو لا يقل (15 ألف) قدم خاصة ليلا، وبوجود السحب، والانعكاسات الضوئية وكلها تؤثر على قدرة الطيار. 

الدراسة وضعت الأسباب الرئيسية للكوارث:

(1) تدني تدريب الطيارين على أجهزة الطيران المماثل (Simulators) لازدحام برامج الرحلات وضيق الوقت
(2) ضعف مدرجات المطارات وإنارتها وقربها من المساكن
(3) تناول الطيارين الكحول قبل الإقلاع بثماني ساعات مما يفقدهم التركيز وعدم ملاحظة حركة وتوازن الطائرة وأجهزة التحكم بضغط الزيت والضغط الجوي واتجاه وسرعة الرياح، وعدم إنزال العجلات بموعدها ، والهبوط الغير ناعم لعدم السيطرة على الكابحات. دلت الدراسة إن الطيار المخمور يفقد سيطرته على الطائرة بنسبة 16 من مجموع كل 30 رحله. ولقد تبنت إدارة الطيران الفيدرالي (FAA) برامج توعية حول الكحول واعتماد درجة الصفر في دم الطيار قبل ثماني ساعات من طيرانه. أما نسبة كوارث الطائرات التي يقودها مخمورون فهي 43%. لكن نسبة تناول الطيارين للكحول انخفضت من 30% إلى 8% خلال 25 عاما بسبب توعية وتحذير الطيارين وخوفهم إلغاء رخص مهنهم من قبل (FAA). هناك أخطاء شخصية أخرى مثل إصابة الطيار بالذبحة الصدرية أو وجود سوابق له في خرق قوانين المهنة. 

الدراسة لخصت ارتفاع عدد الضحايا في كوارث الطيران :

(1) وقوع حريق مفاجئ بالطائرة
(2) وقوع خلل طارئ في أجهزة التحكم خاصة في حالة بعد المطار المقصود
(3) الفشل في استخدام وسائل الإنقاذ بالسرعة والفعالية المطلوبة ويزيد حجم الضحايا اكبر إذا انفجرت الطائرة قبل إخلاءها.
أما الحريق خارج الطائرة فيؤدي إلى (15%) وفيات وإذا حدث داخلها فالوفيات (40%). وعليه أدخلت تحسينات على تصاميم الطائرات الحديثة ومعداتها لتقليل حوادث الحريق: استخدام أجهزة مقاومة للحريق ومعدات تمنع انفجار خزان الزيت وتسرب الوقود. 
الدراسة بينت أن الكارثة إذا حدثت في المطار تحدث 6% وفيات و36% إذا حدثت بعيدا عن المطار لصعوبة العثور على الحطام والناجيين. كما أن الطيار والطاقم المساعد يمكن أن يصابوا لعدم استخدامهم الأحزمة خاصة مشدات الكتفين. وقد أدخلت حديثا الأكياس الهوائية لحماية الرأس والرقبة وتمت تقوية مقاعد الركاب وتوسيع مخارج الطوارئ واستخدام معدات آمنة غير قابلة للاشتعال. أما منذ 11/9/2001 أصبح تركيز الطيران الفيدرالي على امن الطائرات والمطارات خاصة الصغيرة منها . فازدادت الرقابة والتفتيش لأنه تبين سهولة استخدامها في عمليات نقل الأسلحة والمخدرات والمجموعات الإرهابية.

أما الإستراتيجية الجديدة لتامين وسائل الإنقاذ الفوري والفعال:

(1) العمل على تجنب المضاعفات الناجمة عن طرق الإغاثة ونقل المصابين
(2) تدريب رجال الإطفاء والإنقاذ لمستوى مهني عالي مما يقلل من الإصابات
(3) التأكيد على ضرورة الاستمرار بتحسين وسائل الأمان على الطائرات لتقليل نسبة الكوارث.
وعليه فلا بد من الطيران الفيدرالي (FFA) والمجلس الوطني لسلامة المواصلات (NTSB) العمل على جعل الأولوية في الطيران تقليل الحوادث بتطوير أجهزة الأمان واعتماد درجة الصفر للكحول في دم الطيار (12)ساعة وتطبيق أنظمة فعالة وبرامج لتحسين سلامة الطيران ومنع الكوارث وليس فقط الربح وزيادة عدد الرحلات والخطوط. أتمنى أن تكون لدينا معلومات موثقة ودراسات حول كوارث الطائرات في دولنا النامية.

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.