اغراق السفينتين هيدروما و داليا 16 نوفمبر 1969

اغراق السفينتين هيدروما و داليا,16 نوفمبر 1969

اغراق السفينتين هيدروما و داليا 16 نوفمبر 1969
وبدأ تدريب الأفراد تدريبا مركزا في ظروف وأماكن تشابه تماما ظروف تنفيذ العملية، وتوجهت المجموعة على متن إحدى طائرات النقل المصرية إلى إحدى المطارات العراقية على زعم أنهم أفراد من منظمة فتح وان الصناديق التي معهم هي معدات خاصة بالمنظمة ثم انتقلوا إلى بلدة الطفيلة بالأردن حيث تجمعوا انتظارا لوصول باقي أفراد الضفادع من القاهرة. وفى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم 14 نوفمبر 1969 تحركت المجموعة إلى عمان في اتجاه العقبة على غير الطريق التقليدي حتى وصلوا إلى مكانهم حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهر يوم 15 نوفمبر إذ كان المفترض أن يتم تنفيذ العملية الليلة التالية حتى ينال الأفراد قسطا من الراحة يتناسب مع المجهود الخارق المفترض بهم أن يبذلوه في الوصول إلى منطقة التنفيذ، إلا أن قائد العملية قرر تنفيذ العملية في الليلة نفسها خشية أن يحدث أي تغيير في الموقف. وفى الساعة الرابعة والنصف بدأ تحرك المجموعة في اتجاه ايلات وكانت حالة البحر سيئة للغاية والرياح شديدة وتم قطع المسافة إلى ميناء ايلات سباحة وغوصا في ثلاث ساعات حيث بدأت المجموعة الأولى في النزول إلى الماء ثم المجموعة الثانية ثم الثالثة وفى اقل من ثلاث دقائق كانت المجموعات الثلاث في الماء على بعد كيلومترين من أرصفة ميناء ايلات وكان من المخطط أن ينتظرهم القارب المطاط في المكان نفسه لالتقاطهم بعد انتهاء العملية ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف حتى الواحدة من صباح يوم 16 نوفمبر. وفى الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق وصلت المجموعات إلى مسافة 150 مترا من الهدف ثم بدأت في الغطس لتلغيم السفينتين “هيدروما” و”داليا” الراسيتين في الميناء. وتمت العملية بنجاح ثم بدأت رحلة العودة سباحة إلى الشاطئ الأردني وفى تمام الساعة الواحدة وثلاث عشر دقيقة سمع دوي هائل لانفجار في ميناء ايلات ثم تلاه انفجارات أخرى كانت جملتها خمس انفجارات دمرت السفينتين الإسرائيليتين.

مهام يوم السبت لعمليه السفينتين هيدروما و داليا

كانت بعض محطات الرادار على الساحل الإسرائيلى لا تعمل بالكامل يوم السبت وكان هناك تراخ حتى فى الدفاع عن موانيهم فى هذا اليوم، ولذلك كانت كل العمليات البحرية المصرية ضد إسرائيل تتم يوم السبت وانتظرت المجموعة فى القارب المطاطى حتى يقترب موعد اختفاء القمر الذى كان فى نحو الساعة العاشرة.

وبعد اتمام التلقين النهائى وتخصيص الأهداف لكل جماعة على حدة وبعد مراجعة جميع الخطوات وفى الساعة التاسعة والربع أشار الرائد «رضا» إلى قائد المجموعة الأولى الملازم أول «عمر عز الدين» بالنزول إلى الماء ومعه الرقيب محمد العراقى ثم أشار إلى قائد المجموعة الثانية الملازم أول «حسنين جاويش» ومعه الرقيب «عادل البطراوي» ثم أشار إلى قائد المجموعة الثالثة ملازم أول «نبيل عبدالوهاب» ومعه الرقيب «محمد فوزى البرقوقي» وفى أقل من ثلاث دقائق كانت المجموعات الثلاث فى الماء على بعد مسافة كيلو من أرصفة ميناء إيلات تسبح فى اتجاه أهدافها وكل فرد يحمل لغمه معه والخطة أن تتجه المجموعات الأولى لتلغيم الهدف الأول وتتبعها المجموعات الأخري.. وأن القارب المطاط سوف ينتظر فى نفس المكان لالتقاطهم بعد انتهاء العملية ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف حتى الواحدة فى صباح يوم 16 نوفمبر وقد اتفق على أنه إذا حدث أى طارئ يوجب التغيير بألا يتمكن أحد الأفراد من التعرف على القارب المطاط أو الاهتداء إلى مكانه أو أن يضطر القارب إلى تغيير مكانه أو الابتعاد أو أن تتأخر إحدى المجموعات عن الميعاد المحدد فعلى هذا الفرد أو تلك المجموعة أن تتجه إلى الشاطئ الأردنية وتسلم نفسها للسطات الأردنية وكان الرائد «الدخاخني» فى مكتب الملحق العسكرى بعمان ينتظر بميناء العقبة مثل هذه الظروف.

تقدمت المجموعات الثلاث للسباحة فى اتجاه أهدافها وبعد عشر دقائق من وجودهم فى الماء شعروا بانفجار عبوة من العبوات التى تلقى فى الموانئ للتصدى للضفادع البشرية غير أنها لم تؤثر فيهم ولا فى تصميمهم على هدفهم.

وبدأت عمليه السفينتين هيدروما و داليا

فى الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق وصلت المجموعة الأولى إلى الهدف وبدأت الغطس وبعد نحو عشر دقائق أضطر الرقيب محمد العراقى إلى الصعود إلى السطح لنفاد الأوكسجين من جهازه فأمره الملازم أول «عمر عز الدين» بالعودة إلى القارب المطاط وتقدم هو لتلغيم السفينة بمفرده وقد أتم هذه العملية ونزع فتيل الأمان من اللغم الذى ثبته فى بطن السفينة الإسرائيلية «هيدروما» ثم بدأ رحلة العودة ووصل إلى المكان المتفق عليه وسمع موتور القارب المطاط غير أنه تعذر عليه الوصول إليه أو التعرف على مكانه فاتجه إلى الشاطئ الأردنى، حيث سلم نفسه إلى السلطات هناك أما المجموعتان الثانية والثالثة فقط ظلتا متلازمتين فى السباحة حتى وصلتا إلى الهدف وانفصلتا وبدأت مجموعة الملازم أول «جاويش» فى الغطس وتثبيت اللغمين فى الهدف وبدأت المجموعة طريق العودة سباحة إلى نقطة الالتقاء ولكن الوقت كان متأخرا فلم تستطع العثور على القارب المطاط فاتجهت إلى الشاطئ الأردنى حيث اختبأت فى مبنى مهجور حتى الصباح.

استشهاد البرقوقى فى عمليه السفينتين هيدروما و داليا

أما المجموعة الثالثة والتى كانت تتكون من ملازم أول نبيل عبدالوهاب والرقيب «فوزى البرقوقي» فقد بدأت الغطس حتى وصلت أسفل الهدف وثبتت اللغم الأول أمام مكان دخول عامود الرفاص وثبت اللغم الثانى بالأمام على الجانب الأيمن وانتهاء التلغيم ونزع الفتيل وبعد مغادرة الهدف وأشار الرقيب «البرقوقي» إلى ملازم أول «نبيل» بالصعود للسطح وبمجرد الصعود تبين أن الرقيب «البرقوقي» قد مات وهما على بعد بضعة أمتار من السفينة الإسرائيلية التى قاما بتلغيمها داخل ميناء إيلات منذ لحظات ولكن الضابط الشجاع «عبدالوهاب» رفض أن يترك زميله وإن كان ميتا لأعدائه وصمم أن يعود بزميله ومثلما بدأ العملية سويا يعودان سويا ولو كان أحدهما جثة هامدة ونسى موعد اللقاء ونسى القارب المطاط ونسى سلامته الشخصية فأخذ يبتعد عن الهدف ثم أغرق أجهزة الغطس الخاصة به وبالشهيد الذى حمله بين يديه وأخذ يسبح ومعه جثة الشهيد وسط الأمواج العالية حتى وصل الشاطئ الأردنى حيث سلم الجثة ونقل الجثمان بعد ذلك إلى القاهرة ثم الإسكندرية ودفن الشهيد فى بلدته مع أنه مات فى قلب ميناء إيلات الإسرائيلي.

تدمير السفينتىين داليا وهيدروما

كان الرائد «رضا حلمي» ينتظر بالقارب المطاط عودة المجموعات على أحر من الجمر وأخذ يتلمس أى صوت فى الماء دون جدوي. وفى تمام الساعة الواحدة وثلاث عشرة دقيقة بعد منتصف الليل سمع دوى انفجار شديد من داخل ميناء إيلات ثم تلاه انفجار وانفجار كان جملتها خمسة انفجارات دمرت السفينتين الإسرائيليتين بفزع شديد.

وانتظر الرائد رضا فى قاربه المطاط على مسافة كيلو من أرصفة ميناء إيلات حتى الواحدة والنصف ولما لم يظهر أحد تبين له أنهم بالتأكيد تعذر عليهم الوصول إلى القارب وأنهم توجهوا إلى الشاطئ الأردنى فاتصل لاسلكيا بالرائد «الدخاخني» الموجود بميناء العقبة لكى يؤمن استقبالهم على الشاطئ وعاد بالقارب إلى المنطقة بالقرب من الحدود الأردنية السعودية لكى يستطيع أن يخفى قاربه بين الجبال قبل أن يدركه الصباح.

نجاح عمليه السفينتين هيدروما و داليا

أسرع الرائد «الدخاخني» إلى الساحل واختلق قصة رواها للسلطات الأردنية وهى التى نشرت فى الجرائد ذاك الوقت والتى تقول إن هليوكوبتر مصرية قد هبطت فى منطقة طابا جنوب ميناء إيلات وعليها بعض الفدائيين المصريين وأن بعضهم قد تخلف عن الطائرة التى أقلعت فى الساعة الواحدة وأنهم قد يلجأون إلى الشاطئ الأردنى وقد استقبلتهم قوات حرس الحدود الأردنية بكل حفاوة، حيث أكرموا وفادتهم وأحسنوا معاملتهم بشهامة عربية أصيلة.. وقد تمت العملية بنجاح فى يوم 16 نوفمبر عام 1969.

أبطال عمليه السفينتين هيدروما و داليا

أبطال عمليه السفينتين هيدروما و داليا
أبطال عمليه السفينتين هيدروما و داليا

قائد العملية رائد بحري/ عبد الرحمن سمير
قائد التدريب: رائد بحري/ مصطفى طاهر
المجموعة الأولي: ملازم عمر عز الدين - رقيب محمد العراقي - رقيب / محمد على جودة
المجموعة الثانية: ملازم حسنين جاويش - رقيب عادل الطراوي
المجموعة الثالثة: ملازم عبد الرؤوف سالم - مساعد عبده مبروك
المجموعة الرابعة: ملازم نبيل فوزي - الرقيب فوزي البرقوقي (الشهيد الوحيد في العملية)
المجموعة الخامسة: ملازم أول رامي عبد العزيز - الرقيب فتحي محمد أحمد
المجموعة السادسة: ملازم أول عمرو البتانوني - رقيب علي أبو ريشة
مهندس العملية :مجند أسامة مطاوع - عريف / محمد محمد جودة
المجموعة المعاونة: نقيب /أبراهيم الدخاخني - نقيب صاعقة امير يوسف- نقيب صاعقة علي عثمان النقيب احمدعلاءالدين قاسم
الشهيد الوحيد في العملية.. الرقيب/ فوزي البرقوقي

المصدر
ويكيبيديا
 روزاليوسف

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.