الغواصة داكار ,نوفمبر 1967

الغواصه داكار نوفمبر 1967

فقد هاجمت في المياه الدولية ... وخرقت القوانين الدولية .... رغم أن هذذه الدعاية في حد ذذاتها تثبت "قدرة" البحرية المصرية علي تتبع إسرائيل
الغواصه داكر
الغواصه داكار 

الغواصه داكر
الغواصه داكار 
تبدأ القصة عام 1965 عندما تعاقدت اسرائيل مع البحرية البريطانية علي امدادها بغواصتين متطوريتن لتنضم للبحرية الإسرائيلية، وفي 10 نوفمبر 1967 سلمت البحرية البريطانية قيادة الغواصة داكار الى البحرية الإسرائيلية وأوكلت قيادتها الي الرائد ( ياكوف رعنان ) .
وعند مقربة من الحدود المصرية الغربية، صدرت اوامر ل (ياكوف رعنان ) بالتجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالأسكندرية … ولم يكن الأمر بالتجسس عملا عسكريا إعتياديا، بل كان دافعه الأول غرور الإنتصار الزائف في 5 يونيو علي نحو ظن معه هؤلاء ان السلاح المصري الوحيد الذي لم يمسه التدمير (البحرية) قد انتشي واكتفي بتدمير وإغراق المدمرة إيلات ولن يطلب منه احد المزيد .

وعلي مسافة اميال قليلة من هدفهم المنشود تقدمت الغواصة ببطء مع منع اي اتصال لاسلكي داخل الغواصة داكار او الي خارجها بل حتى عدم التحدث بصوت مرتفع .. وقتها لم يكن ضباط التنصت البحري المصريين يركنون إلى الخمول بل كانت أذانهم ترصد كل حركة فوق وتحت سطح البحر ولكنهم لم يصدقوا ان عدوهم قد جاء اليهم هذه المرة …جاء الي قدره المحتوم.

وتلقت هيئة عمليات القوات البحرية من عدة قطع بحرية تفيد بأن هناك صوت يبدو وكأنها غواصة تقترب من حدود مصر الإقليمية، وبسرعة اتخذ القرار بمهاجمة الدخيل المتبجح وضربه قسوة، وبنفس سرعة القرار خرجت لنشات الصورايخ من مخائبها وتحولت المدمرات والطرادات القريبة الي فريستها المؤكدة.

علم قادة الغواصة داكار الإسرائيلية ان امرهم قد اكتشف فقرروا الإلتفاف بالغواصة داكار والإتجاه الي المياه الدولية بأقصي سرعة ممكنة، وبدأ صوت محركات الغواصة داكار بالإرتفاع شيئا فشئيا وبدأت فوضي الخوف تظهر علي اصوات طاقم الغواصة داكار الإسرائيلية … كل ذلك ظهر امام شاشات ردار الأعماق لدي القوات البحرية المصرية، وتم تحديد مكان الغواصة بدقة محاصرتها دائريا وصدر أمر الي المدمرات بإلقاء قذائف الأعماق داخل نطاق الهدف.

وبدأت المدمرات بإلقاء القذائف واحدة تلو الأخري وبأعداد كبيرة … حتي صدرت أوامر مباشر من ( ياكوف رعنان) بالنزول الي أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الإنفجارية التي يمكن وحدها ان تؤدي الي تدمير المعدات الإليكترونية داخل الغواصة داكار بل وإصابة افرادها جميعهم بإنزلاقات غضروفية خطيرة قد تصل الي كسور بالعمود الفقري.

لكن هذه الإجراءات لم تفلح كمحاولة للهروب من العبوات الأنفجارية المصرية …. وبدأت الغواصة داكار الإسرائيلية بالتداعي فحرقت مصابيح الكهرباء وشرخت شاشات الرادار وانكسرت انابيب ضغط المياه بالإضافة الي إصابة عدد كبير من طاقم الغواصة داكار بكسور وإغماءات .. كان ذلك فقط من هول الأنفجارات المتاخمة والقريبة من الغواصة داكار التي كانت تتلقي الصدمات الإنفجارية والشظايا بشدة علي كل جوانبها.

وتوقفت قطع البحرية المصرية عن القاء حممها بالمياه بعدما تأكدت ردارات الرصد السمعية بأنه لم يعد هناك أصوات او إشارات لاسلكية تصدر من الغواصة داكار والتي بدأت بالإنزلاق الي أعماق بعيدة تتكفل وحدها بسحق الغواصة داكار ومن فيها، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تطفو علي سطح المياه مما قطع الشك باليقين ان الغواصة قد قضي عليها .. والي الأبد .

وبعد إنتهاء العملية مباشرة ,,, علم الرئيس "جمال عبد الناصر " بما جري .. لكنه رفض الأقتناع بأن الغواصة داكار قد دمرت طالما لم يوجد دليل مادي يستند إليه , وقرر عدم الإعلان رسميا عن قيام سلاح البحرية المصري بإعتراض وحصار وتدمير الغواصة "داكار" .

وفي المقابل لم تتفوه إسرائيل بكلمة واحدة, بالرغم من انها كانت تنتظر خروج بيان رسمي يتحدث عن تدمير الغواصة الإسرائيلية الجديدة والتي لم تهنأ ولو ليوم واحد داخل مرفئها بميناء حيفا, وظل الأمر في طي الكتمان الي ان طلبت إسرائيل عام 1989 من مصر السماح لها بالبحث عن حطام الغواصة داكار الأسرائيلية "داكار" وطاقمها المكون من 69 بَحارا أمام سواحل مدينة الإسكندرية .

وكالعادة فلقد رفضت إسرائيل الاعتراف بأن القوات المصرية دمرت الغواصة "داكار ", وتعللت بأن الغواصة تعرضت لمشاكل ميكانيكية ادت بها الي عدم قدرتها في التحكم بالنزول الي عمق يمكن ان تتحمله الغواصة داكار من الضغط البحري المصاحب لعمليات الغطس .

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.