رحلة ماجلان حول الكرة الأرضية

رحلة ماجلان حول الكرة الأرضية

رحلة ماجلان الدائرية حول الكرة الأرضية. في الوقت نفسه الذي حدث فيه اكتشاف بالبوا، بدأ بعض الأوروبيين يتساءلون عما إذا كان من الممكن الإبحار حول أمريكا الجنوبية إلى آسيا. وأحس فرديناند ماجلان، وهو ملاح برتغالي ماهر، بكل ثقة، أن بإمكانه اكتشاف هذا الطريق، ولذلك شرع يفاتح مانويل الأول ملك البرتغال بفكرته، ولكن الملك رفض عرضه. ولكن تشارلز الأول ملك أسبانيا وافق عام 1518م على أن يرعى رحلة ماجلان.

رحلة ماجلان حول الكرة الأرضية
رحلة ماجلان حول الكرة الأرضية


ورحل ماجلان من سانلويكار دي براميدا في أسبانيا في 20 سبتمبر 1519م. وكان بصحبته خمس سفن وما يقرب من 240 بحارًا. وبعد الوصول إلى الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل ظل متتبعًا الساحل نحو الجنوب. وفي مارس 1520م حط رحاله في منطقة يطلق عليها الآن سان جوليان بالأرجنتين، لينتظر حلول الشتاء الجنوبي الذي يستمر من شهر يونيو حتي سبتمبر. وأبحر ماجلان بسفنه في 18 أكتوبر، وبعد ثلاثة أيام دخلت السفن ممرًا يعرف الآن باسم مضيق ماجلان عند الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية. وفي 28 يونيو انطلقت ثلاث سفن خارجة من المضيق إلى داخل المحيط الهادئ، ولكن العواصف حطمت إحدى السفينتين الأخريين، بينما عادت الأخرى إلى أسبانيا

وأخبر ماجلان أطقم سفنه، أنهم قريبون من جزر الهند، ولكن المحيط الهادئ أثبت لهم أنهم مخطئون، وأنهم كانوا في مكان أبعد مما كان ماجلان يتوقع، واستمر المكتشفون في إبحارهم أكثر من ثلاثة أشهر، دون أن يشاهدوا أية أرض، فيما عدا جزيرتين غير آهلتين بالسكان، وشح الطعام، فاضطر البحارة إلى أن يقتاتوا جلود الثيران والفئران كي يظلوا على قيد الحياة. وفي مارس 1521م وصل ماجلان إلى ما يُسمَّى الآن غوام؛ حيث استطاع أن يجمع مؤونته. وبعد ذلك رحل إلى ما يعرف الآن باسم جزر الفلبين. وهناك دار صراع مرير بينه وبين السكان المحليين وقُتل ماجلان في إحدى المعارك في 27 إبريل 1521م.

بعد وفاة ماجلان، اضطرت الحملة إلى ترك إحدى سفنها، بينما ارتحلت السفينتان الأخريان إلى جزر التوابل (سبايس آيلاندز) وهي الآن جزء من إندونيسيا. وفيما بعد استمرت في الرحلة إحدى هاتين السفينتين واسمها فكتوريا، واتجهت صوب الغرب تحت قيادة أحد ضباط ماجلان، وهو الملازم خوان سباستيان ديل كانو، وعبرت المحيط الهندي، وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح.

كانت السفينة في حالة يرثى لها، بعد أن تحطمت بشدة وعلى ظهرها طاقم مكون من ثمانية عشر بحارًا وكانوا في حالة من الإعياء الكامل. ووصلت هذه السفينة في نهاية المطاف إلى أسبانيا في 6 سبتمبر 1522م، وقد قطعت في السفر أكثر من 80,000كم في ثلاثة أعوامٍ تقريبًا. ومن ثم فقد برهنت الرحلة على أنه من الممكن السفر بحرًا حول العالم.

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.