الطب في بلاد ما بين النهرين

الطب في بلاد ما بين النهرين
الطب في بلاد ما بين النهرين
الطب في بلاد ما بين النهرين يطلق هذا التعبير على البلاد الواقعة بين نهري دجلة والفرات التي تشير إلى الحفريات أن الإنسان قد عاش في هذه المنطقة من حوالي 120 ألف سنة مضت.
وهي تشمل الحضارة السومرية والدولة البابلية الدولة الأشورية.

اهتدوا إلى الكتابة حوالي 3500 سنة ق. م. فكانت أول لغة مكتوبة بالتاريخ وعرفت باسم الكتابة المسمارية. دخل السومريون الحقبة التاريخية بهذه الكتابة المسمارية وورثها وورث حضارتهم بعد ذلك البابليون ومن بعدهم الأشوريون وقد تركوا آلاف الألواح الحجرية في أطلال حضارتهم العظيمة وكانوا يكتبون على (الرقم) وهي ألواح من الطين المشوي وكان منذ 2000 سنة قبل الميلاد.

طبقات الأطباء في بلاد ما بين النهرين:

  1. العراف: اسمه ومهمته الإنذار والتشخيص ومعرفة أسباب المصائب. 
  2. الراقي: اسمه أشيبوا ومهمته طرد الشياطين من المريض ومن حوله. 
  3. الآسي: وهو الطبيب الفعلي المعالج بالأدوية ويقوم بالتدخل الجراحي. 

درجات الأطباء في بلاد ما بين النهرين:

  1. أطباء مهمتهم علاج العائلة الحاكمة وحاشيتها يتحركون بتحركها. 
  2. أطباء يعالجون خارج نطاق البلاط الحاكم. 
  3. الحلاقون وكانوا يقومون بعمل الجراح وخلع الأسنان. 
  4. وهناك من الأطباء من تولى مهمة علاج الحيوانات. 

شريعة حمورابي لطب بلاد ما بين النهرين:

حمورابي كان من أشهر ملوك بابل 1793 -1750 ق. م استطاع جمع بلاد الرافدين في دولة واحدة ووضع أول تشريع طبي عرفه التاريخ حدد القوانين الخاصة بممارسة مهنة الطب وذكر في وثائقه مئات الرقم الطبية التي تعني بالعلوم الطبية.

ذكرت الجراحة في كسرتين الأولى تخص إزالة الماء الأزرق من العين والثانية تتعلق بعملية إزالة الجزء الملتهب من احد العظام، وتقرا: "إذا وصل المرض إلى داخل العظم فعليك أن تكشطه وتزيله".

المواد 215 - 223 من قانون حمورابي تعد من أقدم القوانين الطبية المعروفة وتبين المكانة المرموقة التي يتمتع بها الطبيب في عهده، وصرامة العقوبات التي يمكن أن ينالها الطبيب إذا فشل وهذا يدل على مدى الاهتمام بإتقان العمل الطبي.
وتنص المادة 215:
إذا أجرى جراح عملية كبيرة لنبيل من النبلاء بمبضع من البرونز وأنقذ حياة النبيل فيأخذ عشرة شيقلات (مثاقيل) من الفضة أجرة له، اما إذا تسبب في موت النبيل أو في تلف عينه فتقطع يد الجراح.
وتنص المادة 221:
"إذا جبر جراح عظيم نبيل من النبلاء أو إذا عالج عضلا ملتويا فشفاه فعلي المريض أن يدفع خمسة شيقلات (مثاقيل) من الفضة أجرة الجراح".

ويكون الأجر اقل من ذلك إذا كان المريض من الطبقة العامة أو من العبيد. إذا كان المريض ولدا فيتقاضى الطبيب 3 مثاقيل من الفضة وعندما يكون المريض عبدا فأجر الطبيب مثقالان من الفضة.

تتعلق المادة 224-225 بالطب البيطري: إذا عالج الطبيب ثورا أو حمارا من جرح خطير يتقاضى سدس مثقال من الفضة. كما يحبس من يتقاضى أجرا أكثر من اللازم.

ولا شك أن قانون حمورابي في الطب هو استمرار لفلسفته التي تنطلق من قانون "العين بالعين والسن بالسن " التي ذكرها، وهذا العقاب الصارم ساهم في التحفظ من إجراء الجراحات في بلاد ما بين النهرين بشكل خاص وفي كل المنطقة العربية حيث مازال قانون العين بالعين والسن بالسن ساريا ومعروفا، وشجع ذلك من جهة أخرى على التعامل مع العقاقير المختلفة، ولكن قوانين حمورابي تشكل الحد الفاصل بين الممارسة الكهنوتية للطب وبداية نشوء الطب كمهنة يمارسها أطباء فقط.

لقد ذكر في موسوعة حضارة العراق أن المرضى كانوا يعرضون في المرافق العامة ليلتمسوا نصائح عابري السبيل وقد اعتبر هيروديت ذلك ظاهرة سلبية. . لكنها فيها ايجابيات عدة منها:
  1. إيمان البابليين بمادية المرض والاتجاه إلى التعاويذ وما شابه. . أي أن هناك إمكانية للشفاء. 
  2. الإيمان بمعرفة الإنسان المحدودة أو الغير شاملة للأمراض. 
  3. القناعة بان هناك أسلوب علمي واضح بين الناس هو التجربة والخطأ. 
ومما ينبغي ذكره هو وجود رمز للطب لدي حضارة مابين النهرين، وهو قضيب وأفعى، ويذكرنا بالرمز الحالي للطب على الرغم أن هذا الأخير قد أتانا من الحضارة الإغريقية، كذلك وجد اله للطب عند البابليين يسمى يجيشدا.

ثم أتت بعد ذلك الدولة الأشورية التي اشتهر من ملوكها (أرغون وأشور بانيبال)، وكانت لهم مكتبة اشتهرت في التاريخ، وكانت تحتوي على ثلاثين ألف لوح طبي تعد في التاريخ من ابرز نصوص مكتبة أشور بانيبال، وكانت تحتوي على سلسة تضم أربعين فصلا طبيا نستعرض أهمها:

الفصل الأول والثاني عبارة عن نصوص عن مستفبل المرض ومآل المريض. والجزء الثاني اشتمل على 12 وثيقة مسمارية خصصت لدراسة الأعراض التي تطرأ على أجزاء الجسم الظاهرة، أي أنها اهتمت بالتشخيص أكثر من اهتمامها بالمرض أو نوعه.

أما الجزء الثالث فكتب على عشرة رقم. ومن الطريف أن الكاتب صنف تدرج المرض بالاستناد إلى بقائه يوماً واحدا أو يومين أو ثلاثة أو خمسة عشر يوما وإذا ما دام المرض شهرا أو شهرين أو أطول او مثلا. "إذا استمر المرض أربعة أيام وبقي المريض يضع يده على بطنه من شدة الألم وكان وجهه مصفرا فانه سوف يموت " إذا ظل المريض بعد أربعة أيام أو خمسة فسيخفف المرض.

أما الجزء الرابع فيضم عشرة رقم في الخدر وعدم القدرة على الجماع والهذيان والحالات النفسية كاختلال العقل والصرع.
والجزء الخامس وكتب على ستة ألواح فيتعلق بأم المستقبل أو المرأة الحامل والأمراض النسائية.
من فجر مصر

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.