الطب في عصر ما قبل التاريخ
الطب في عصر ما قبل التاريخ |
كان الطب في عصر ما قبل التاريخ العلاج للعرض وليس للمرض ذاته، وكانت من تجارب الشخص نفسه أو تجارب غيره على أنفسهم أو على غيره. كذلك استفاد من التجارب التلقائية للحيوانات من حوله. لقد ظهر أشخاص جذبهم هذا النوع من العلوم جعلهم يندفعون في جمع هذه المعلومات فكانت أول صور ممارسة مهنة التطبيب والمعالجة، وفي عصر ما قبل التاريخ كانت غالبية المعالجات تنحصر في المعالجات الجراحية من جروح وكسور وخدوش وتحتاج فعلا لمن يمارسها باستمرار فتزداد بذلك مهارته.
نعرف الكثير عن الأمراض التي أصابت الإنسان في عصر ما قبل التاريخ وذلك بفعل أثار التلف التي سجلت على عظام هذا الإنسان والتي بقيت عبر آلاف السنين مما مكننا من إدراك وجود عدد من الأمراض لدى إنسان ما قبل التاريخ مثل الحمى الروماتزمية والسل وأن العمليات كانت تجرى على الجروح الكسرية في الحروب أو في الحوادث.
لقد بحث الإنسان الأول عن سبب لهذه الأمراض حوله فلم يجد سببا مباشرا مما جعله يعزو ذلك إلى الآلهة الكثيرة التي كان ينسب إليها كل ما يخاف منه وكل ما لا يفهمه حوله, ثم فصل هذه القوى إلى قوى خيره تفيده وتعمل لصالحه وقوى شرّ تعمل ضد مصلحته.
ولما كان المرض هو نوع من الصراع مع المجهول، والمجهول شئ مخيف يصعب على الإنسان العادي مقاومته أو أن يخطط بشكل سليم للتغلب عليه, لذا نجد أن الإنسان القديم لجأ لمواجهه المجهول بالمجهول, فاقتنع بأن هناك أرواح شريرة لا يراها تحاربه وتسبب له المرض ولا سبيل إلى مكافحتها وإزالة المرض إلا بأرواح خيرة. . . ومن هنا ظهرت عبادات إلهة يلجأ إليها، ألهة الخير وآلهة الشر. . . وتخصص بعض الناس ليكونوا الصلة العامة وهذه الآلهة, فكان بيدهم حسب الاعتقاد جلب الخير وإبعاد الشر ومنه المرض فكانت طرق العلاج تتركز في:
- تقديم الأضاحي والقرابين وكان لكل حالة قرابينها الخاصة.
- يترافق مع القرابين ترتيل التعاويذ من قبل الكاهن والشخص المقصود.
- محاولة طرد الأرواح الشريرة باستخدام الأعشاب ذات الروائح الكريهة النفاذة.
- إخافة الأرواح الشريرة باستخدام الأقنعة المخيفة من قبل الكاهن الذي كان يخيف الأشخاص العاديين أنفسهم وأحيانا كان المريض يلبس هذا النوع من الأقنعة.
- استخدام الأصوات العالية بقرع الطبول والنفخ بالبوق وأرسل الأصوات العالية والمزعجة.
- استخدام الجبائر وتثبيت الكسور ومعالجة الجروح.
- لم يشمل ذلك عمليات الولادة بل اعتبرت عمل نسائي خاص تقوم به السيدات كبيرات السن ولا دخل لغيرهن به.
- اعتماد عامة الناس على الكاهن في أغلب الأمور العلاجية والتطبيب.
- مع ما شمل من أعمال الكاهن من عمليات معالجة فعلية باستخدام الأعشاب إلا أن أغلب أعمالهم امتازت بالسحر والشعوذة.
- كان اكتشاف طرق العلاج يتم في أغلبه عن طريق الغريزة والمصادفة.
- ظهرت أفكار فلسفية منها أن جسم الإنسان يتكون من جزأين. . . الروح والجسد
- خافوا من الروح واعتقدوا أنها قد تعود لجسد صاحبها أو غيره كمذهب تناسخ الأرواح فكانوا يكرمون موتاهم فظهرت فكرة التحنيط.
- مع أن المعلومات الطبية في بداية العصر كانت معلومات مشاع يتناقلها عامة الناس، إلا أنها في النهاية أصبحت حكرا على الكاهن أو ساحر القرية والذي زادت من مكانية وقدسيته.
- أغلب أنواع العلاجات كانت جراحية كعلاج الجروح والكسور.
- ومن المفارقات التي نراها لدى تلك الشعوب أن الطبيب الداخلي أو الباطني والذي غالباً ما يكون كاهنا كان يلقى من الاحترام والتبجيل أضعاف ما يلقاه الطبيب الجراح الذي كان يقوم بعمل جيد حتى بمقاييس عصرنا الحاضر.
ليست هناك تعليقات: