الموارد المائية في قارة أمريكا الجنوبية

الموارد المائية في قارة أمريكا الجنوبية:

يتأثر نظام تصريف مياه القارة بطبيعة تضاريسها وامتدادها ودرجة انحدار السطح نحو الداخل ، فضلا عن تأثير الخصائص المناخية السائدة في القارة إذ حدد ذلك تصريف المياه في وسط القارة الذي يكون عبارة عن سهول منبسطة ، وتستغل كمياه كبيرة من المياه طول العام ، وان أحاطتها بالمرتفعات جعل المياه تتجمع في الداخل مما يعرض مساحات واسعة منها للفيضانات العالمية وكثرة الأهوار والمستنقعات .

تظهر في القارة شبكة من الأنهار تتوزع على سواحلها الشرقية لتصب في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي أو سواحلها الغربية لتصب في المحيط الهادي .

وتتميز الأنهار التي تنبع من جبال الانديز وتصب في المحيط الهادي بأنها قصيرة وذات سرع كبيرة فإذ أصبحت ذات مصبات عمياء لاتصل إلى المحيط الهادي ، وتتصف مجموعة الأنهار التي تصب في المحيط الأطلسي بكونها انهار ضخمة يمكن تقسيمها على مجموعتين رئيسيتين هما :

1 – مجموعة الأنهار الكبيرة التي تصب في البحر الكايبي والمحيط الأطلسي : تظهر مجموعة من الأنهار تصب في البحر الكاريبي كنهر ماجدا لينا ورافده كاوكا ، ومجموعة أخرى تقع في أقصى جنوب القارة متمثلة بأنهار كلوارد ونيجرو وجوبرت ، فضلا عن نهري الاورونوكو وتوكاتتس وساو فرانسيسكو ، ويتوسطهما ثاني أطول انهار العالم وهو نهر ألامزون .

وفيما يلي وصف لأهم الأنهار في القارة :

1- نهر ماجدا لينا : ينبع نهر ماجدا لينا من مرتفعات الانديز الشمالية ويصب في البحر الكاريبي ، ويبلغ طوله ( 1530كم ) إذ يعد أطول الأنهار التي تصب في البحر الكاريبي بين انهار أمريكا الجنوبية ، وأن نهر كاوكا الذي يبلغ طوله (1200كم ) فهو الرافد الرئيسي لنهر ماجدا لينا وعند التقائهما يتكون نهر واحد يعرف بنهر مجدليتا – كاوكا .

2- نهر الاورونوكو : ينبع نهر الاورونوكو من السفوح الشرقية للانديز وله عدد من الروافد منها ابورا وميتا ورافد جوا نيرا وان منبعه الرئيس من جنوب مرتفعات جيانا ويدور حول الحافة الغربية للهضبة باتجاه جنوبي – شمالي ثم ينحرف باتجاه الشرق فالشمال ليصب في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي .

يبلغ طول النهر ( 3000كم ) وهو صالح للملاحة لمسافة ( 2500كم ) ، ويتعرض مسيرته الشلالات قبل مصبه بحوالي ( 1000كم ) ، يفيض النهر صيفاً ويغمر الأراضي المجاورة .

3 – نهر ألامزون : ينبع نهر ألامزون من السفوح الشرقية لجبال الانديز، وقد كان يطلق عليه تسمية بحر ألامزون لأنه كان يتصل بالمحيط الهادئ قبل حدوث الحركة الالتوائية وارتفاع الأرض وتكون جبال الانديز ، يجري نهر ألامزون بين دائرتي عرض ( 5 شمالاً ) دائرة العرض الاستوائية وحتى دائرة عرض ( 20 جنوباً ) ، يتغذى نهر ألامزون من مجموعة من الروافد يقدر عددها بأكثر من ( 20 0 رافد ) حتى يصل إلى مصبه وأهم روافده .

1- رافد نيجرو : الذي ينبع من المرتفعات جيانا ويبلغ طوله حوالي ( 2300كم ) .

2- رافد نهر ماديرا : والذي يبلغ طوله ( 3320كم ) .

ويعد نهر ألامزون أكثر أنها العالم تصريفاً للمياه إذ يصل تصريفه إلى ( 168 إلف م3 / ثا ) ، ويجري في منطقة سهلية قليلة الانحدار وتصل سرعة جريانه إلى ( 2,5كم / ساعة ) ، وذلك بسبب غزارة تصريفه ، ويبلغ طول نهر ألامزون حوالي ( 6520كم ) ويعد ثاني أطول انهار العالم بعد النيل ، ويصلح نهر ألامزون للملاحة من مصبه إلى منبعه بالنسبة للسفن القليلة الحمولة حتى مدينة اكيتوس في بيرو والى السفن المحيطة ذات الحمولة الكبيرة لغاية مدينة ( ميناؤس ) ولمسافة ( 1680كم ) .

وترجع صلاحيته للملاحة لعدد من العوامل : -

أ – ج ريانه في منطقة سهلية قليلة الانحدار خالية من الشلالات والمساقط المائية .

ب – غزارة تصريفه واستمرارية جريانه فهو أغزر انهار العالم مياهاً .

جـ - اتساع مجرى نهر ألامزون إذ تصل سعة مجراه الأول بين ( 5 – 20كم ) وعند المصب حوالي ( 80كم ) .

د – عمقه الكبير الذي يصل إلى حوالي ( 90متر ) .

هـ - وضوح ظاهرة المد والجزر فيه والتي يصل تأثيرها لمسافة 900كم من المصب .

و- ينتهي نهر ألامزون بمصب خليجي عميق واسع على الرغم من وجود عدد من الجز التي تعترض مداخل النهر .

يحمل نهر ألامزون كميات كبيرة من الرواسب النهرية والتي تكون كافية لتعكير مياه المحيط الأطلسي لمسافة ( 100كم ) من المصب ، إلا انه لم يكون دلتا كما في بقية أنهار العالم وذلك يرجع إلى : -

1 – تعرض منطقة المصب إلى الانخفاض ( الهبوط ) المستمر .

2- تعرض منطقة المصب لحركات المد والجزر العنيفتين .

3- مرور تيار الخليج الدافئ بالقرب من المصب والذي يقوم بنقل الرواسب إلى مناطق بعيدة عن المصب .

وأخيراً فأن نهر ألامزون لا يشبه غيره من أحواض الأنهار في العالم إذ انه يزداد ضيقاً باتجاه المصب فيتقلص اتساعه من ( 1280كم ) في أقسامه العليا ليصل إلى ( 160كم ) في أقسامه السفلى الشرقية ، وهذا يعزى إلى أن نهر ألامزون كان في العصور القديمة تجري مياهه نحو الغرب قبل تكوين جبال الانديز .

4 – نهر توكانتيس : ينبع من هضبة البرازيل في ضمن ولاية جوياز البرازيلية ، ويجري نحو الشمال إذ يصب في المحيط الأطلسي إلى الجنوب من مصب ألامزون ، يبلغ طوله نهر توكانتيس ( 2700كم ) وصلاحيته للملاحة محدودة بسبب كثرة الشلالات والمساقط المائية في مجراه ، ويتغذى بالمياه من رافد يغرف باسم اراجوايا الذي في ضفته اليسرى .

5- نهر ساو فرانسيسكو : ينبع من هضبة البرازيل ويخترق الهضبة بالاتجاه شمالاً قبل أن ينحرف نحو الشرق ويصب في المحيط الأطلسي ، ويبلغ طوله ( 2850كم ) وهو صالح للملاحة في مجراه الأوسط إلى منطقة الشلالات .

6- نهر بارانا – باراغواي : ينبع نهر بارانا من سفوح هضبة البرازيل الغربية ويتجه نحو الجنوب الشرقي ثم ينحني نحو الغرب قبل أن يلتقي بنهر بارجواي ، يبلغ طول نهر بارانا – بارجواي (4700كم ) ، وبمعدل تصريف سنوي بالقرب من المصب يصل إلى ( 35 إلف م3 /ثا ) ، إلا أن صلاحيته للملاحة محدودة بسبب كثرة الشلالات والمساقط المائية في مجراه ، أما نهر بارجواي فيعتبر الرافد الرئيسي لنهر بارانا وينبع من هضبة ماتوجورسو ويبلغ طول النهر 2410كم .

7 – نهر أورغواي : وينبع نهر أورغواي من مرتفعات سيراماديرا ويصب في خليج لا بلتا ويبلغ طول نهر أورغواي ( 1650كم ) ، يحصر نهر بارانا – باراغواي بينهما أحدى أهم المناطق الزراعية الغنية في الأرجنتين ذات سهل فيضي تبلغ مساحته ( 3104كم ) .

8 – مجموعة الأنهار: التي تعرف بأنهار هضبة بتاجونيا : تخترق هضبة بتاجونيا انهار تنبع من السفوح الشرقية لجبال الانديز والتي من أهمها :

أ – نهر كلوراد ( 1800كم )

ب – نهر نيجرو ( 1300كم ) .

جـ - نهر جوبوت ( 1000كم ) .

وتشير طبيعة السطح في القارة إلى وجود عدد قليل من البحيرات والتي منها :

1 – بحيرة مراكيبو : وهي اكب البحيرات في القارة وتقع في شمالها بمساحة تبلغ ( 16300كم2 ) ذات أصل تكتوني عمقها (250متر ) وتتصل هذه البحيرة بخليج فنزويلا والبحر الكاريبي .

2 – بحيرة تيتي كاكا : تقع هذه البحيرة فوق جبال الانديز في كل من بيرو وبوليفيا على ارتفاع ( 3814متر ) وذات مساحة (8290كم2) أما عمقها فيقدر بـ (314متر ) مما يؤكد أصلها التكويني .

3 - بحيرة بوبو : وتعد من البحيرات المالحة التي تقع فوق جبال الانديز وعلى ارتفاع ( 3690متر)(12300قدماً ) وبمساحة ( 2530كم2 ) .

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.